أيضا، و قد أوجب هذا الأمر الوهن في أصل المسألة، مع أنا في غنى من هذه
التكلفات بعد وضوح بعض أدلة المسألة و كفايتها و الحمد اللّه.
حاصل ما يمكن الاعتماد عليه في إثبات ولاية الفقيه:
و قد تلخص ممّا ذكرنا أنّ العمدة في إثبات ولاية الفقهاء أيدهم اللّه جميعا،
في أمر الحكومة و نظم البلاد و العباد، هو الدليل العقلي الذي أوردناه في أول
البحث مؤيدا بسيرة النبي صلّى اللّه عليه و آله و بعض الأئمّة الهادين عليهم
السّلام.
و ما ذكروه في بحث لزوم البعثة، و لزوم نصب الإمام عليه السّلام بعد النبي
صلّى اللّه عليه و آله في علم الكلام.
و من بين الروايات العشر يؤيده رواية «الحوادث الواقعة» و «مجارى الامور»
لوضوح دلالتها و إن كان الكلام في اسنادهما، و أمّا غيرها من الروايات فقد عرفت
عدم وضوح دلالتها، و هذا المقدار بحمد اللّه كاف في إثبات الولاية بالمعنى المذكور
إن شاء اللّه، و اللّه العالم بحقائق الامور.
بقي هنا امور مهمة:
الأوّل: هل يكون تعيين الفقيه لمنصب الولاية بالنصب أو بالانتخاب؟
فما هو مقتضى الأدلة السابقة؟ و ما هو مغزاها؟
أمّا الروايات العشر على القول بدلالتها أو دلالة بعضها لا تدلّ إلّا على نصب
الفقيه بعنوان ولي الأمر من ناحية الإمام المعصوم عليه السّلام أو النبي صلّى
اللّه عليه و آله و هو يرجع بالمآل إلى نصبه من ناحية اللّه تبارك و تعالى.
فقوله: «إني جعلته حاكما» الوارد في المقبولة، أو «إني جعلته قاضيا»، الوارد
في المشهورة، أو قوله: «أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيما إلى رواة حديثنا» أو «إن
مجاري الامور بيد العلماء» فانّه يدل على ثبوت هذا المنصب لهم من غير حاجة إلى
انتخاب