و في الكافي أيضا بسنده عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السّلام: «إن المؤمنين
الفقهاء حصون الإسلام كحصن المدينة» [1] و في طريقه علي بن حمزة و قد ضعفه أكثر علماء الرجال و نقل
ابن محبوب عنه، و هو من أصحاب الإجماع، غير كاف في تصحيح الحديث، كما أشرنا إليه
غير مرّة.
و أضعف من سنده، دلالته، فانّ مجرّد كونهم حصونا لا يدل على مسألة الولاية كما
هو واضح، لإمكان كونه ناظرا إلى أنّهم حافظون لأحكام اللّه و حلاله و حرامه، مثل
ما رود في حق جمع من أعاظم أصحاب الأئمّة كزرارة بن أعين و نظرائه و أنّه لو لا
هؤلاء لاندرست أحكام النبوة.
نعم لا يبعد أن يكون فيه اشعار بذلك، و لكن كيف يمكن إثبات مسألة مهمّة كولاية
الفقيه بمثل هذه الاشعارات؟!
8- حديث «العلماء ورثة الأنبياء»
روى في الكافي عن علي بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن القداح عن أبي
عبد اللّه عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: (في حديث يذكر
فيه فضل العلماء): «إنّ العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا و لا
درهما و لكن ورثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر» [2].
و في معناه أحاديث آخر في الكافي و البحار و غيرهم.
و أمّا سند الحديث فهو قوي و رجال السند معروفون، و المراد من القداح عبد
اللّه بن ميمون، و هو ثقة كما صرّح به غير واحد.
و أمّا دلالته فقد قال في كتاب البيع: فانّ مقتضى كون الفقهاء ورثة الأنبياء-
و منهم