و في غرر الحكم عن أمير المؤمنين عليه السّلام «العلماء حكام الناس» و روى
المجلسي قدّس سرّه في البحار عن الصادق عليه السّلام «الملوك حكام الناس، و
العلماء حكام على المملوك» [1] و ضعف سند الحديث بالارسال ظاهر كدلالته، فانّ المراد من
الحكومة بقرينة ما روى عن الصادق عليه السّلام في كلام المجلسي هو الحكومة على
القلوب و الأفئدة، لا الحكومة الظاهرية و إلّا لم يناسب جعل حكومتهم على الحكام،
بل لا بدّ أن يكون على الناس و هذا ظاهر.
مضافا إلى أنّ ظاهرها كونها أخبار عن وقوع هذا الأمر في الخارج لا الإنشاء و
جعل هذا المنصب لهم، فتأمل.
6- حديث «الفقهاء امناء الرسل»
في الكافي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه
و آله: «الفقهاء امناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا، قيل يا رسول اللّه! و ما
دخولهم في الدنيا؟ قال: اتباع السلطان، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم»! [2].
و في سند الحديث «النوفلي» و «السكوني» و فيهما كلام معروف، فالركون إليه لا
يخلو عن إشكال، و ان قبله جماعة، و مع قطع النظر عن سنده لا دلالة له على المطلوب،
أمّا أولا:
فلان كونهم امناء الرسل بنفسه غير كاف، لاحتمال كونهم امنائهم على الأحكام
الشرعية و المعارف الدينية، بل ظاهره ذلك، و ثانيا: ما ورد في ذيل الحديث ينادي
بأعلى صوته أنّ المراد منه هو الأمانة على الدين و معارف و أحكامه، و لا يمكن
التمسك باطلاق الامناء، مع قوله: فاحذروهم على دينكم، فالعلماء حافظون لتراثهم هذا
و امناؤهم عليه.