responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 3  صفحه : 106

النفس لنقصان العقل في الأمور الدّنيوية، و الأخروية».

و لكنّ من الواضح أنّ المراد من السّفه في الآية الحاضرة هو عدم الرشد اللازم في الأمور الاقتصادية بحيث لا يستطيع الشخص من تدبير شؤونه الاقتصادية و إصلاح ماله على الوجه الصحيح، و لا يتمكن من ضمان منافعه في المبادلات و المعاملات المالية، أي أنّه عرضة للغبن و الضرّر، و يدل على هذا المعنى ما جاء في الآية الثانية إذ يقول سبحانه: فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ‌.

و على هذا الأساس فإنّ الآية الحاضرة و إن كانت تبحث حول اليتامى، لكنّها تتضمّن حكما كليا و قانونا عامّا لجميع الموارد، و هو أنّه لا يجوز لأحد مطلقا أن يعطي أموال من يتولى أمره، أو ترتبط به حياته بنوع من الارتباط، إليه إذا كان سفيها غير رشيد، و لا فرق في هذا الحكم بين الأموال الخاصّة و الأموال العامّة (و هي أموال الحكومة الإسلامية) و يشهد على هذا الموضوع- مضافا إلى سعة مفهوم الآية- و خاصّة كلمة «السّفيه» روايات منقولة عن أئمّة الدين في هذا الصدد.

ففي رواية عن الإمام الصّادق عليه السّلام‌ نقرأ أنّ شخصا يدعى إبراهيم بن عبد الحميد يقول: سألت أبا عبد اللّه عن قول اللّه: وَ لا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ‌ قال:

«كلّ من يشرب المسكر فهو سفيه‌ [1] فلا تعطوهم أموالكم».

و في رواية أخرى نجد النهي عن اختيار شارب الخمر لجعله أمينا على الأموال.

و خلاصة القول أنّنا نجد توصيف شارب الخمر بالسفه في أحاديث كثيرة و موارد متعددة، و هذا التعبير إنّما هو لأن شارب الخمر فقد رأس ماله المادي و رأس ماله المعنوي، و أي سفيه أشدّ من أن يعطي الإنسان ماله، و عقله أيضا،


[1]- تفسير البرهان، ج 1، في ذيل هذه الآية.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 3  صفحه : 106
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست