responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 85

الماديّة و المعنويّة الموهوبة على طريق تخريبي انحرافي و ممارسة الظلم و الطغيان، فقد وهب اللّه سبحانه و تعالى مواهب كثيرة لبني إسرائيل من قبيل الأنبياء و القادة الشجعان و الإمكانات الماديّة الكثيرة، و لكنّهم لم ينتفعوا من أنبياءهم الإلهيّين، و لا استفادوا من المواهب الماديّة استفادة صحيحة، و بهذا ارتكبوا معصية تبديل النّعمة ممّا سبّب لهم أنواع العذاب الدنيوي، كالتيه في الصحراء و كذلك العذاب الاخروي الأليم.

و عبارة (سل بني إسرائيل) في الحقيقة تستهدف كسب الاعتراف منهم بشأن النعم الإلهيّة، ثمّ التفكير بالسّبب الّذي أدّى بهم إلى الهاوية و التمزّق مع كلّ هذه الإمكانات ليكونوا عبرة للمسلمين و لكلّ من لا ينتفع بالمواهب الإلهيّة بصورة سليمة.

و لا تنحصر مسألة تبديل النّعمة و المصير المؤلم لها ببني إسرائيل، بل أنّ جميع الأقوام و الشّعوب إذا ارتكبت مثل هذه الخطيئة سوف تبتلي بالعذاب الإلهي الشديد في الدنيا و في الآخرة.

فالعالم المتطوّر صناعيّا يعاني اليوم من هذه المأساة الكبرى، فمع و فور النعم و الطاقات لدى الإنسان المعاصر وفورا لم يسبق له مثيل في التاريخ نجد صورا شتّى من تبديل النعم و تسخيرها بشكل فضيع في طريق الإبادة و الفناء بسبب ابتعادهم عن التعاليم الإلهيّة للأنبياء، حيث حوّروا هذه النعم إلى أسلحة مدمّرة من أجلّ بسط سيطرتهم الظالمة و استعمارهم للبلدان الاخرى، و بذلك جعلوا من الدنيا مكانا غير آمن، و جعلوا الحياة الدنيا غير آمنة من كلّ ناحية.

(نعمة اللّه) في هذه الآية قد تكون إشارة إلى الآيات الإلهيّة و تبديلها يعني تحريفها، أو يكون المعنى أوسع و أشمل من ذلك حيث يستوعب كلّ الإمكانات و المواهب الإلهيّة، و المعنى الثاني أرجح.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست