بإنزال
العذاب و ملائكة العذاب عليهم فيهلكوا عن آخرهم.
3- المراد
أنّ هؤلاء بهذه الأعمال هل ينتظرون قيام السّاعة ليصدر الأمر إلى الملائكة
بتعذيبهم و ينالوا جزاءهم العادل؟ [1] التعبير ب
(ظلل من الغمام) بناء على التفسير الثاني و الثالث الّذي ذهب إليه الكثير من
المفسّرين إشارة إلى أنّ العذاب الإلهي يأتي فجأة كالسّحاب الّذي يظلّلهم و خاصّة
أنّ الإنسان إذا رأى السّحاب يتوقّع أمطار الرّحمة، فعند ما يأتي العذاب بصورة
الصاعقة و أمثال ذلك و ينزل عليهم فسيكون أقسى و أشدّ إيلاما (مع الالتفات إلى أنّ
عذاب بعض الأقوام السّالفة نزل عليهم بصورة صاعقة من الغمام)
[2].
أمّا على
أساس التفسير الأوّل فقد يكون إشارة إلى عقيدة الكفّار الخرافيّة حيث يظنّون أنّ
اللّه تعالى ينزل أحيانا من السّماء و السّحاب تظلّله [3].
و في نهاية
الآية تقول وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ الأمور
المتعلّقة بإرسال الأنبياء و نزول الكتب السماويّة و تبيين حقائق يوم القيامة و
الحساب و الجزاء و الثواب و العقاب و كلّها تعود إليه.
بحث
استحالة
رؤية اللّه:
لا شكّ أنّ
الرّؤية الحسيّة لا تكون إلّا للأجسام الّتي لها لون و مكان و تأخذ حيّز من
الفراغ، فعلى هذا لا معنى لرؤية اللّه تعالى الّذي هو فوق الزمان و المكان.
[1]- لم يذكر التقدير في التفسير الأوّل و يجب
أخذه بنظر الاعتبار في التفسير الثاني و الثالث في كلمة «امر» قبل لفظ الجلالة
«اللّه».