قد يبدو
للوهلة الاولى أنّ في هذه الآية الكريمة نوعا من الإبهام و التعقيد، لكنّ ذلك يزول
عند إمعان النظر بتعبيراتها.
الآية تخاطب
الرسول صلى اللّه عليه و آله و سلّم و تقول معقبّة على الآيات السابقة: أ ليست كلّ
هذه الدلائل و الآيات و الأحكام الواضحة كافية لصدّ الإنسان عن الهلكة و انقاذه من
براثين عدوّه المبين (الشيطان)، هل ينتظرون أن يأتي اللّه إليهم مع الملائكة في
وسط الغمامة و يطرح عليهم من الآيات و الدلائل أوضح ممّا سبق، و إنّ ذلك محال، و
على فرض كونه غير محال فإنّه لا ضرورة لذلك: هَلْ
يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ
الْمَلائِكَةُ وَ قُضِيَ الْأَمْرُ[1].
أمّا ما هو
المراد من «قضي الأمر» الوارد في الآية؟
ذهب المرحوم
(الطبرسي) في مجمع البيان أنّ معناها انتهاء حساب البشر في
[1]- «ظلل» جمع «ظلة» يقال لكلّ شيء يصنع ظلا،
و «غمام» بمعنى السحاب.