تصرح بأن الشهداء يرزقون، أو التي تتحدث عن سرورهم من نواح مختلفة، هذا مضافا
إلى أن الآيات الحاضرة دليل بيّن و برهان واضح على مسألة «البرزخ» و النعم
البرزخية التي سيأتي الحديث عنها و شرحها عند تفسير قوله سبحانه:
وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ[1] إن شاء اللّه.
أجر الشهداء
لقد قيل عن الشهداء و مكانتهم و أهمية مقامهم الكثير الكثير، فكلّ الأمم، و
كلّ الشعوب تحترم شهداءها و تقيم لهم وزنا خاصّا و لكن ما يوليه الإسلام للشهداء
في سبيل اللّه من الاحترام و ما يعطيهم من المقام لا مثيل له أصلا، و هذه حقيقة لا
مبالغة فيها، فإن الحديث التالي نموذج واضح من هذا الاحترام العظيم، الذي يوليه
الإسلام الحنيف للذين استشهدوا في سبيل اللّه، و في ظل هذه التعاليم استطاعت تلك
الجماعة المحدودة المختلفة أن تكتسب تلكم القوّة العظيمة الهائلة التي استطاعت بها
أن تركع أمامها أعظم الإمبراطوريات، بل و تدحر أعظم العروش.
و إليك هذا الحديث:
عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السّلام عن الحسين بن علي عليهما السّلام
قال: بينما أمير المؤمنين يخطب و يحضهم على
الجهاد إذ قام إليه شاب فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن فضل الغزاة في سبيل
اللّه فقال: كنت رديف رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم على ناقته العضباء و
نحن منقلبون عن غزوة ذات السلاسل فسألته عمّا سألتني عنه فقال:
الغزاة إذا هموا بالغزو كتب اللّه لهم براءة من النار.
فإذا تجهزوا لغزوهم باهى اللّه بهم الملائكة.
فإذا ودعهم أهلوهم بكت عليهم الحيطان و البيوت، و يخرجون من الذنوب ...