تضمنت الآيات السابقة الحديث عن شتى جوانب معركة «أحد» و ملابساتها و نتائجها،
و قد جاء الآن دور المنافقين و ضعاف الإيمان من المسلمين الذين تقاعسوا عن الحضور
في «أحد» تبعا للمنافقين، لأننا نقرأ في الأحاديث أن النبي صلى اللّه عليه و آله و
سلّم عند ما أمر بالتحرك إلى «أحد» تخلف جماعة من المنافقين عن التوجه إلى الميدان
بحجة أنه لن يقع قتال، و تبعهم في ذلك بعض المسلمين من ضعاف الإيمان، فنزل قوله
تعالى أَ فَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ و لبى نداء النبي و اتبع أمره بالخروج كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ
وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ.
ثمّ يقول تعالى: هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ
اللَّهِ أي أن لكل واحد منهم درجة بنفسه و مكانة عند
اللّه، و هو إشارة إلى أنه لا يختلف المنافقون عن المجاهدين فقط، بل إن لكلّ فرد
من أفراد هذين الطائفتين درجة خاصة تناسب مدى تضحيته و تفانيه