قاتل المسلمون في المرحلة الأولى من معركة «أحد» بشجاعة خاصّة، و وقفوا وقفة
رجل واحد فأحرزوا انتصارا سريعا، و بددوا جيش العدو في أقرب وقت، فدب السرور و
الفرح في المعسكر الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه كما أسلفنا، إلّا أنّ تجاهل فريق من
الرماة لأوامر الرسول صلى اللّه عليه و آله و سلّم المشددة بالبقاء عند ثغر الجبل
و المحافظة عليه سبّب في أن تنقلب الآية.
فقد أقدم ذلك الفريق من الرماة الذين كلّفهم النبي القائد صلى اللّه عليه و
آله و سلّم بحراسة الثغر الموجود في جبل «عينين» بقيادة «عبد اللّه بن جبير» على
ترك موقعهم المهم جدا عند ما عرفوا بهزيمة قريش، و اشتغال المسلمين بجمع الغنائم،
و فسح هذا الأمر المجال لكمين من قريش في أن يهاجموا المسلمين من الخلف فيتحمل
الجيش الإسلامي ضربة نكراء.
و عند ما عاد المسلمون بعد تحمل خسائر عظيمة إلى المدينة كان يسأل أحدهم
رفيقه: ألم يعدنا اللّه سبحانه بالفتح و النصر، فلما ذا هزمنا في هذه المعركة؟
فكانت الآيات الحاضرة جوابا على هذا السؤال، و توضيحا للعلل الحقيقية التي
سببت تلك الهزيمة، و إليك فيما يلي تفسير جزئيات هذه الآيات و تفاصيلها: