هذه الآية- في الحقيقة- تأكيد لمفاد الآية السابقة، فيكون المعنى هو: أن العفو
أو المجازاة ليس بيد النبي، بل هو اللّه الذي بيده كلّ ما في السماوات و كلّ ما في
الأرض، فهو الحاكم المطلق لأنه هو الخالق، فله الملك و له التدبير، و على هذا
الأساس فإن له أن يغفر لمن يشاء من المذنبين، أو يعذّب، حسب ما تقتضيه الحكمة، لأن
مشيئته تطابق الحكمة: وَ لِلَّهِ ما فِي
السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ.
ثمّ إنه سبحانه يختم الآية بقوله: وَ اللَّهُ
غَفُورٌ رَحِيمٌ تنبيها إلى أنه و إن كان شديد العذاب، إلّا أن
رحمته سبقت غضبه، فهو غفور رحيم قبل أن يكون شديد العقاب و العذاب.
و هنا يحسن بنا أن نشير إلى ما ذكره أحد كبار العلماء المفسّرين الإسلاميين