responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 63

و احتمل البعض أنّها تتعلّق بكلا الطائفتين، فالطائفة الاولى يتمتّعون بالنعم و المواهب الدنيويّة، و الطائفة الثانية يتمتّعون بخير الدنيا و الآخرة كما ورد ما يشبه هذه الآيات في سورة الإسراء الآية 18 إلى 20 حيث يقول: مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً وَ مَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَ سَعى‌ لَها سَعْيَها وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَ هَؤُلاءِ مِنْ عَطاءِ رَبِّكَ وَ ما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً.

و لكنّ التفسير الأوّل منسجم مع الآيات مورد البحث أكثر.

عبارة (نصيب) مع أنّها جاءت بصورة نكرة، و لكنّ القرائن تدلّ على أنّ النكرة هنا لبيان العظمة، و التعبير بقوله‌ مِمَّا كَسَبُوا ليست إشارة إلى قلّة النصيب و الثواب و الجزاء، لأنّه من الممكن أن تكون (من) ابتدائيّة لا تبعيضيّة.

أمّا التعبير بقوله (كسب) في جملة (ممّا كسبوا) فتعني- كما ذهب إليه كثير من المفسّرين- الدّعاء لطلب خير الدنيا و الآخرة، فاختيار هذا التعبير قد يكون إشارة إلى نكتة لطيفة و هو أنّ الدعاء بذاته يعتبر من أفضل العبادات و الأعمال، و من خلال التحقيق في عشرات الآيات الواردة في القرآن المجيد في مادّة «كسب» و مشتقاتها يستفاد جيّدا أنّ هذه المفردة تستعمل أيضا لغير الأعمال الجسميّة أيضا، أي الأعمال القلبيّة و الروحيّة كما ورد في الآية 225 من سورة البقرة وَ لكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ‌.

فلا عجب أن يكون الدّعاء إذا نوع من الكسب و الاكتساب و خاصّة إذا لم يكن الدعاء باللّسان فقط بل مقترن بجميع وجود الإنسان.

أمّا جملة وَ اللَّهُ سَرِيعُ الْحِسابِ‌ الواردة في الفقرة الأخيرة من الآية فإنّها تشير إلى سرعة حساب اللّه تعالى لعباده، فإنّه يجازي بالثواب و العقاب نقدا و بدون تأخير،

فقد ورد في الحديث الشريف‌ (إنّ اللّه تعالى يحاسب الخلائق كلّهم‌

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست