responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 569

(و لعلّهم ظنّوا أن مخالفة الرسول صلى اللّه عليه و آله و سلّم لالوهية المسيح عليه السّلام لأنه ليس له نصيب من ذلك، فلو أنهم رفعوا منزلته إلى مستوى الإله كما هو الحال بالنسبة إلى المسيح عليه السّلام لترك الخلاف معهم، و لعلّ هذا الاقتراح يستبطن مؤامرة دبّرت لتلويث سمعة النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم و دفع الأنظار عنه) و لكن‌

النبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم قال: معاذ اللّه أن أعبد غير اللّه أو آمر بعبادة غير اللّه، ما بذلك بعثني، و لا بذلك أمرني، فأنزل اللّه الآية.

التّفسير

الدعوة إلى عبادة غير اللّه مستحيلة:

سبق أن قلنا إنّ واحدة من عادات أهل الكتاب القبيحة- اليهود و النصارى- كانت تزييف الحقائق. من ذلك قولهم بألوهية عيسى، زاعمين أنّه هو الذي أمرهم بذلك، و كان هذا ما يريد بعضهم أن يحقّقه بشأن رسول الإسلام أيضا، للأسباب التي ذكرناها في نزول الآية.

إنّ الآية ردّ حاسم على جميع الذين كانوا يقترحون عبادة الأنبياء. تقول الآية: ليس لكم أن تعبدوا نبيّ الإسلام و لا أيّ نبي آخر و لا الملائكة. و يخطئ من يقول إنّ عيسى قد دعاهم إلى عبادته.

ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِباداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ‌.

الآية تنفي نفيا مطلقا هذا الأمر. أي أنّ الذين أرسلهم اللّه و أتاهم العلم و الحكمة لا يمكن- في أيّة مرحلة من المراحل- أن يتعدّوا حدود العبودية للّه. بل إنّ رسل اللّه هم أسرع خضوعا له من سائر الناس، لذلك فهم لا يمكن أن يخرجوا عن طريق العبودية و التوحيد و يجرّوا الناس إلى هوة الشرك.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 569
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست