الشمس
فيشتغلوا بالعبادة و الذكر، ثمّ الوقوف ب (المشعر الحرام أو المزدلفة) حيث يبيتون
هناك ليلة عيد الأضحى و يبقون هناك إلى قبل طلوع الشمس مشغولين بالدعاء و المناجاة
مع اللّه تعالى، و الثالث أرض (منى) و هي محل ذبح الأضاحي و رمي الجمرات و حلّ
الإحرام و أداء مناسك العيد.
بحوث
1- أول
موقف للحجيج
تقدّم أنّ
حجّاج بيت اللّه الحرام يتّجهون بعد أداء مناسك العمرة نحو أداء مناسك الحجّ، و
أوّل موقف يقفون فيه هو في «عرفات»، و هي صحراء واسعة تقع على بعد أربعة فراسخ من
مكّة يقف فيها الحاج من ظهر يوم التاسع من ذي الحجّة حتّى غروب ذلك اليوم. و في
سبب تسمية هذه الأرض بهذا الاسم قيل: إنّ إبراهيم عليه السّلام قال حين أراه
جبرائيل مناسك الحجّ: «عرفت، عرفت».
و قيل إن هذه
القصة وقعت لآدم و حواء، و قيل أيضا أن آدم و حواء تعارفا في هذا المكان، و قيل أن
حجاج بيت اللّه يتعارفون فيما بينهم في هذا المكان، و تفسيرات أخرى
[1][2].
و لا يبعد أن
تكون التسمية إشارة إلى حقيقة أخرى أيضا، و هي أن هذه الأرض المشرّفة التي تبدأ
منها أولى مراحل الحجّ محيط مناسب جدّا لمعرفة اللّه
[1]- ذكر الفخر الرازي هنا ثمانية أقوال في معنى
«عرفات» (ج 5، ص 173- 174).
[2]- هناك بحث بين المفسرين في أن «عرفات» مفرد
أو جمع ل «عرفة». و قيل أن «عرفة» اسم زمان للأعمال في يوم التاسع من ذي الحجة و
«عرفات» اسم ذلك المكان (روح المعاني، ج 2، ص 87).