عند ما يتغلغل الإيمان في روح الإنسان لا بدّ أن ينعكس ذلك على عمله، فبدون
العمل يكون ادّعاؤه الإيمان تقوّلا، لا إيمانا حقيقيا.
بعد ذلك طلبوا من اللّه قائلين
فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ. و الشاهدون هم
أولئك الذين لهم صفة قيادة الأمم، و يوم القيامة يشهدون على أعمال الناس الحسنة و
السيّئة.
و بعد أن انتهى الحواريّون من شرح إيمانهم، أشاروا إلى خطط اليهود الشيطانية،
و قالوا: إنّ هؤلاء- لكي يقضوا على المسيح، و على دعوته، و يصدّوا انتشار دينه-
وضعوا الخطط الماكرة. إلّا أن ما رسمه اللّه من مكر فاق مكرهم و كان أشدّ تأثيرا وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ
الْماكِرِينَ.
بحوث
1- من هم الحواريون؟
«حواريّون» جمع حوري من مادة «حور»
بمعنى الغسل و التبييض، و قد تطلق على الشيء الأبيض. لذلك يطلق العرب على الطعام
الأبيض «الحواري».
و «حور» جمع حوراء و هي البيضاء البشرة.
أمّا سبب تسمية تلامذة المسيح بالحواريّين فقد ذكرت له احتمالات كثيرة، و لكن
الأقرب إلى الذهن، و هو الوارد في أحاديث أئمّة الدين، هو لأنّهم فضلا عن طهارة
قلوبهم و صفاء أرواحهم، كانوا دائبي السعي في تطهير الناس و تنوير أفكارهم و غسلهم
من أدران الذنوب.
و هذا ما أكّده حديث عن الإمام الرضا عليه السّلام في «عيون أخبار الرضا»
...؟!