responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 468

التّفسير

الحب الحقيقي:

تقول الآية الأولى إنّ الحبّ ليس بالعلاقة القلبية فحسب، بل يجب أن تظهر آثاره في عمل الإنسان. إنّ من يدّعي حبّ اللّه، فعليه أوّلا اتّباع رسوله: إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي‌.

في الواقع أنّ من آثار الحبّ الطبيعية انجذاب المحبّ نحو المحبوب و الاستجابة له. صحيح أنّ هناك حبّا ضعيفا لا تتجاوز أشعّته جدران القلب، إلّا أنّ هذا من التفاهة بحيث لا يمكن اعتباره حبّا. لا شكّ أنّ للحبّ الحقيقي آثارا عملية تربط المحبّ بالحبيب و تدفعه للسعي في تحقيق طلباته.

و الدليل على ذلك واضح، فحبّ المرء شيئا لا بدّ أن يكون بسبب عثوره على أحد الكمالات فيه. لا يمكن أنّ يحبّ الإنسان مخلوقا ليس فيه شي‌ء من قوّة الجذب، و عليه فإنّ حبّ الإنسان للّه ناشئ من كونه منبع جميع الكمالات و أصلها. إنّ محبوبا هذا شأنه لا بدّ أن تكون أوامره كاملة أيضا، فكيف يمكن لإنسان يعشق الكمال المطلق أن يعصي أوامر الحبيب و تعاليمه، فإن عصى فذلك دليل على أنّ حبّه غير حقيقي.

هذه الآية لا تقتصر في ردّها على مسيحيّي نجران و الذين ادّعوا حبّ اللّه على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم، بل هذا الردّ أصيل و عامّ في منطق الإسلام موجّه إلى جميع العصور و القرون. إنّ الذين لا يفتأون- ليل نهار- يتحدّثون عن حبّهم للّه و لأئمّة الإسلام و للمجاهدين في سبيل اللّه و للصالحين و الأخيار، و لكنّهم لا يشبهون أولئك في العمل، هم كاذبون.

أولئك الغارقون في الذنوب من قمة الرأس حتّى أخمص القدم، و مع ذلك فهم يرون أن قلوبهم مليئة بحبّ اللّه و رسوله و أمير المؤمنين و الأئمّة العظام، أو الذين‌

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 468
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست