دون إمهال. و
قد فهم أعداء الإسلام أهميّة الحجّ أيضا إذ صرّح أحدهم:
(نحن لا نستطيع أن نحقّق نصرا على المسلمين ما
دام الحجّ قائما بينهم) [1].
و قال أحد
العلماء (الويل للمسلمين إن لم يفهموا معنى الحجّ، و الويل لأعدائهم إذا عرفوا
معناه).
و
في الحديث
المعروف عن أمير المؤمنين عليه السّلام في بيان توصفة الأحكام كما ورد في نهج
البلاغة الحكمة 252 أنّه أشار عليه السّلام إلى أهميّة الحجّ الكبيرة و قال
(فرض اللّه الإيمان تطهيرا من الشرك ... و الحجّ تقوية للدّين)
و نختتم هذه
الفقرة بحديث عن الإمام الصادق عليه السّلام و سيأتي شرحه بالتفصيل في ذيل الآية
26 إلى 28 من سورة الحجّ و بيان أهميّة و فلسفة و أسرار الحجّ هناك)
فقال عليه
السّلام: (لا يزال الدّين قائما ما قامت الكعبة)
لقد قسّم
الفقهاء العظام و بإلهام من الآيات و الأحاديث الشريفة عن النبي و آله عليهم
السّلام الحجّ إلى ثلاثة أقسام: حجّ التمتّع، حجّ القران، و حجّ الإفراد.
أمّا حجّ
التمتّع فيختص بمن كان على مسافة 48 ميلا فصاعدا من مكّة (16 فرسخ و ما يعادل 96
كيلومتر تقريبا، و أمّا حجّ القران و الإفراد فيتعلّقان بمن كان أدنى من هذه
الفاصلة. ففي حجّ التمتّع يأتي الحاج بالعمرة أوّلا ثمّ يحلّ من إحرامه و بعد ذلك
يأتي بمراسم الحجّ في أيّامه المخصوصة، و لكن في حجّ القران