بالشرك و التثليث، و قد اختلف كلّ منهما في أمر الإسلام و دلائل صدق النبي صلى
اللّه عليه و آله و سلّم الواردة في كتبهم، فقبل بعضهم و أنكر آخرون.
و الخلاصة إنّ لكلّ دين سماوي دلائله الواضحة التي لا تترك إبهاما أمام الباحث
عن الحقيقة. فالنبيّ الأكرم صلى اللّه عليه و آله و سلّم مثلا- بالإضافة إلى أنّ
المعجزات و الدلائل الواضحة في نصوص دينه تؤكّد صدقه- وردت أوصافه و علاماته في
الكتب السماوية السابقة التي بقي قسم منها في أيدي اليهود و النصارى، و لذلك بشّر
علماؤهم بظهوره قبل ظهوره، و لكنّهم بعد أن بعث رأوا مصالحهم في خطر، فأنكروا كلّ
ذلك، يحدوهم الظلم و الحسد و الطغيان.
هذا بيان لمصير أمثال هؤلاء الذين لا يعترفون بآيات اللّه. إنّهم سوف يتلقّون
نتائج عملهم هذا، فاللّه سريع في تدقيق حساباتهم [1].
المراد من «آيات اللّه» في هذه الآية ما يشمل جميع آياته و براهينه و كتبه
السماوية، و لعلّها تشمل أيضا الآيات التكوينية في عالم الوجود، و ما ذكره بعض
المفسرين من أنها تعني آيات التوراة و الإنجيل خاصة، لا دليل عليه.
ملاحظة
منشأ الاختلافات الدينية
ممّا يلفت النظر في هذه الآية هو أنّ سبب الاختلافات الدينية ليس الجهل و عدم
المعرفة دائما، بل هو على الأكثر الظلم و الطغيان و الانحراف عن الحقّ
[1]- انظر تفسير الآية 202 من سورة
البقرة بشأن معنى «سريع الحساب».