responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 368

رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا.

لمّا كان المؤمنون يعرفون أنّ مصيرهم يتحدّد بما كسبت أيديهم من أعمال صالحة أو سيئة بموجب قانون «لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت» لذلك يتضرّعون و يخاطبون اللّه بلفظ «الرب» الذي يوحي بمعاني اللطف في النشأة و التربية قائلين: إذا كنّا قد أذنبنا بسبب النسيان أو الخطأ، فاغفر لنا ذنوبنا برحمتك الواسعة و جنّبنا العقاب.

العقاب على النسيان و الخطأ:

لماذا الدعاء لأن يغفر اللّه الذنوب المرتكبة نسيانا أو خطأ؟

فهل اللّه يعاقب على مثل هذه الذنوب؟

في الجواب لا بدّ من القول بأنّ النسيان يكون أحيانا من باب التماهل و التساهل من جانب الإنسان نفسه. بديهيّ أنّ هذا النوع من النسيان لا يضع المسؤولية عن الإنسان، كما جاء في القرآن.

فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا [1] و عليه فإنّ النسيان الناشئ عن التساهل يوجب العقاب.

ثمّ لا بدّ من ملاحظة أنّ هناك فرقا بين النسيان و الخطأ. فالخطأ يقال عادة في الأمور التي تقع لغفلة من الإنسان و عدم انتباه منه، كأن يطلق رصاصة ليصيد صيدا فتصيب رصاصته إنسانا فتجرحه. أمّا النسيان فهو أن يتّجه الإنسان للقيام بعمل ما و لكنّه ينسى كيف يقوم بذلك، كأن يعاقب المرء إنسانا برئيا ظنّا منه أنّه المذنب، لنسيانه مميّزات المذنب الحقيقي.


[1]- السجدة: 14.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 368
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست