لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَها لَها ما
كَسَبَتْ وَ عَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ
أَخْطَأْنا رَبَّنا وَ لا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى
الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَ لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَ
اعْفُ عَنَّا وَ اغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى
الْقَوْمِ الْكافِرِينَ (286)
التّفسير
عدّة حاجات مهمّة:
كما تقدّم في تفسير الآية السابقة أنّ هاتين الآيتين تتعلّقان بالأشخاص الّذين
استوحشوا من تعبير الآية السابقة في أنّ اللّه تعالى مطّلع على نيّاتهم و سيحاسبهم
و يجازيهم عليها فقالوا: لا أحد منّا يصفو قلبه عن الوسوسة و الخاطرات القلبيّة.
فالآية الحاضرة تقول: لا
يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها.
(الوسع) لغة تعني القدرة و الإستيعاب،
و عليه فإنّ الآية تؤيّد الحقيقة المنطقيّة القائلة أنّ التكاليف و الفرائض
الإلهيّة لا تتجاوز طاقة الأفراد و ميزان تحملّهم