لقد شرعت سورة البقرة ببيان بعض المعارف الإسلامية و الاعتقادات الحقّة و
اختتمت بهذه المواضيع أيضا كما في الآية أعلاه و الآية التي بعدها، و بهذا تكون
بدايتها و نهايتها متوافقة و منسجمة.
و قد ذكر بعض المفسّرين في سبب نزول هذه الآية أنّه حين نزلت الآية السابقة و
أنّ اللّه تعالى يعلم ما في أنفسكم و يحاسبكم بما أظهرتم و أخفيتم في قلوبكم، خاف
بعض الصحابة و قالوا: ليس أحد منّا إلّا و في قلبه خطرات و وساوس شيطانيّة، فعرضوا
الأمر على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم فنزلت الآية أعلاه، و بيّنت
طريق الحقّ و الإيمان، و منهج التضرّع و المناجاة و التسليم لأوامر اللّه تعالى [1].