يعني ذلك أن
يقف موقف المتفرّج حتّى يقتل رسول اللّه و يقول أنّ إلقاء النفس في التّهلكة حرام؟
و الحقّ أنّ
مفهوم الآية واضح و التمسّك بها في مثل هذه الموارد نوع من الجهل و الحمق.
أجل، إذا لم
يكن الهدف مهمّا و لا يستحق أن يضحّي الإنسان بنفسه في سبيله، أو أنّه يكون مهمّا
و لكن بإمكانه تحقيقه بوسائل و طرق اخرى أفضل، ففي هذه الموارد لا ينبغي إلقاء
النفس في الخطر (كموارد التقيّة مثلا من هذا القبيل).
و في آخر
الآية أمر بالإحسان و يقول أَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.
أمّا ما هو
المراد بالإحسان هنا؟ فهناك عدّة احتمالات في كلمات المفسّرين، منها: أنّ المراد
هو حسن الظن باللّه (فلا تظنّوا أنّ إنفاقكم هذا يؤدي إلى الاختلال في معاشكم)، و
الآخر هو الاقتصاد و الاعتدال في مسألة الإنفاق، و احتمال ثالث هو دمج الإنفاق مع
حسن الخلق للمحتاجين بحيث يتزامن مع البشاشة و إظهار المحبّة و تجنّب أي لون من
ألوان المنّة و الأذى للشخص المحتاج، و لا مانع من أن يكون المراد في مفهوم الآية
جميع هذه المعاني الثلاث.
بحوث
1- الإنفاق
مانع عن انهيار المجتمع
هناك ارتباط
معنوي بين جملة وَ أَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ و
لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ بملاحظة أنّ
عبارات الآيات القرآنية مترابطة و متلازمة، و الظّاهر أنّ الرّابطة بين هاتين
العبارتين هو أنّكم لو لم تنفقوا في سبيل اللّه و في مسار الجهاد فقد ألقيتم
أنفسكم في التّهلكة.