responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 320

يرفع عن المنفق تهمة إهماله لواجبه.

أمّا إذا كان الإنفاق مستحبّا، فإنّه يكون في الواقع أشبه بالدعاية و الإعلان العملي لحثّ الناس على فعل الخير، و مساعدة المحتاجين، و القيام بالأعمال الخيرية الاجتماعية العامّة.

أمّا الإنفاق الخفيّ البعيد عن الأنظار فلا شكّ أنّه أبعد عن الرياء و حبّ الظهور و خلوص النيّة فيه أكثر، خاصّة و أن مدّ يد العون إلى المحتاجين في الخفاء يحفظ لهم ماء وجههم و كرامتهم، و لذلك تثني الآية على كلا الأسلوبين.

و ذهب بعض المفسرين إلى أنّ الإخفاء يقتصر على الإنفاق المستحب، و أمّا الإنفاق الواجب كالزكاة و غيره فيفضّل في حالة الجهر، و ليست هذه بقاعدة عامّة، بل تختلف باختلاف حالات الإنفاق.

ففي الحالات التي يكون فيها الجانب التشجيعي أكثر و لا يصادر فيها الإخلاص فالإظهار أولى، و في الحالات التي يكون فيها المحتاجون من ذوي العزّة و الكرامة فإن حفظ ماء وجوههم يقتضي إخفاء الإنفاق، كما أنّه إذا خشي الرياء و عدم الإخلاص فالإخفاء أولى.

و قد جاء في بعض الأحاديث أنّ الإنفاق الواجب يفضّل فيه الإظهار، و المستحبّ يفضّل فيه الإخفاء.

و

قد نقل عن الإمام الصادق عليه السّلام أنّه قال: الزكاة المفروضة تخرج علانية و تدفع علانية، و غير الزكاة إن دفعه سرّا فهو أفضل‌ [1].

إلّا أنّ هذه الأحاديث لا تتعارض مع ما قلناه آنفا، لأنّ أداء الواجب يكون أقلّ امتزاجا بالرياء، فهو واجب لا بدّ أن يؤدّيه كلّ مسلم في محيط الاسلامي كالضريبة اللازمة التي يدفعها الجميع، و عليه فإنّ إظهار الإنفاق أفضل، أمّا الإنفاق‌


[1]- تفسير مجمع البيان: ج 1 ص 384 نقلا عن علي بن إبراهيم: ج 1 ص 93.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 2  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست