الخليل ابن أحمد الأديب المعروف أنّ إبراهيم عليه السّلام كان يمشي عند ما
جاءت إليه الطيور، أي أنّ (سعيا) حال من إبراهيم لا من الطيور [1]، و لكن بالرغم
من كلّ ذلك فالقرائن تشير إلى أنّ (سعيا) كناية عن الطيران السريع.
بحوث
1- الحادثة الخارقة للعادة
لا شكّ في أنّ هذه الحادثة التي حدثت للطيور كانت أمرا خارقا للعادة تماما كما
في وقوع البعث يوم القيامة، و نعلم أنّ اللّه تعالى حاكم على قوانين الطبيعة و ليس
محكوما لها، فعلى هذا لا يكون من العسير حدوث مثل هذه القضايا بأمره، و كما أشرنا
سابقا إلى أنّ إصرار بعض المفسّرين المثقفين على الأعراض عن التفسير المشهور. و
القول بأنّ المراد هو تدجين و تأهيل هذه الطيور حتّى تستأنس به ثمّ يدعوها إليه
فتستجيب، ضعيف جدّا و كلام لا يستند على أساس منطقي و لا يتناسب مع مسألة المعاد و
لا مع قصّة إبراهيم عليه السّلام و رؤيته للجيفة على ساحل البحر ثمّ طلبه رؤية
مشهد البعث و المعاد.
و الجدير بالذكر أنّ (الفخر الرازي) قال بأنّ جميع المفسّرين اتّفقوا على ما
ذكر من التفسير المشهور إلّا أبو مسلم حيث أنكر ذلك [2].
2- أربع طيور مختلفة
لا شكّ أنّ الطيور الأربعة كانت من أربعة أنواع مختلفة، و إلّا فإنّ هدف