و حماية
المحرومين يعطي ثمرة الجهاد أيضا، لأنّ كلّا منها يبعث على استقلال المجتمع
الإسلامي و عزّته.
(أضعاف) جمع (ضعف) على وزن «علم». و الضّعف هو
أنّ تضيف إلى المقدار مثله أو أمثاله، و قد ورد هنا الجمع مؤكّدا بالكثرة (كثيرة)
كما أنّ كلمة (يضاعف) فيها تأكيد على هذا المعنى أكثر من كلمة (يضعّف)
[1]، و كلّ ذلك يدلّ على أنّ اللّه تعالى يعطي كلّ من ينفق في سبيله
الكثير الكثير كالبذرة التي تبذر في أرض صالحة و تسقى فينمّيها و يعيدها إلى
صاحبها أضعافا كثيرة كما سيأتي في الآية (261).
و في ختام
الآية يقول: وَ اللَّهُ يَقْبِضُ وَ يَبْصُطُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
و تشير الآية إلى أنّه لا تتصوروا إن الإنفاق و البذل سوف يؤدي إلى قلّة أموالكم،
لأنّ سعة و ضيق أرزاقكم بيد اللّه فهو القادر على أن يعوض ما أنفقتموه أضعافا
مضاعفا، بملاحظة الارتباط الوثيق لأفراد المجتمع، فإن نفس تلك الأموال التي
أنفقتموها سوف تعود إليكم في الواقع.
هذا من البعد
الدنيوي، و أمّا البعد الأخروي للإنفاق فلا تنسوا أن جميع المخلوقات سوف تعود إلى
اللّه عزّ و جلّ و سوف يثيبكم حينذاك و يجزل لكم العطاء.
بحث
لماذا ورد
التعبير بالقرض؟
لقد ورد
التعبير بالقرض في مورد الإنفاق في عدّة آيات قرآنية، و هذا من جهة يحكي عظيم لطف
اللّه بالنسبة لعباده، و أهمية مسائلة الإنفاق من جهة أخرى،
[1]- قال الراغب في المفردات، في مادة «ضعف»:
قال البعض: ضاعفت أبلغ من ضعّفته.