قد يحسب
البعض أنّ هذا الإصرار و التوكيد على الصلاة ضرب من التعسير، و لربّما منع ذلك
الإنسان من القيام بواجبه الخطير في الدّفاع عن نفسه في مثل ظروف القتال الصّعبة.
في حين أنّ
هذا الكلام اشتباه كبير، فالإنسان في مثل هذه الحالات أحوج إلى تقوية معنويّته من
أي شيء آخر، لأنّه إذا ضعفت معنويّته و استولى عليه الخوف و الفزع فإنّ هزيمته
تكاد تكون حتميّة، فأيّ عمل أفضل من الصّلاة و الاتّصال باللّه القادر على كلّ
شيء و بيده كلّ شيء من أجل تقويّة معنويّات المجاهدين أو من يواجه الخطر.
لو تركنا
الشواهد الكثيرة في جهاد المجاهدين المسلمين في صدر الإسلام فإنّنا نقرأ عن حرب
الصهاينة الرّابعة مع العرب في شهر رمضان عام 1393 ه. ق أنّ توجّه الجنود المسلمين
إلى الصّلاة و المبادئ الإسلام كان له أثر فعّال في تقوية عزائمهم و في التالي
انتصارهم على عدوّهم. و على أي حال فإنّ أهميّة الصلاة و تأثيرها الإيجابي في
الحياة أكبر من أن يستوعبها هذا المختصر، فلا شكّ في أنّ الصّلاة إذا روعيت معها
آدابه الخاصّة و حضور القلب فيها فإنّ لها تأثيرا إيجابيّا عظيما في حياة الفرد و
المجتمع، و بإمكانها أن تحل الكثير من المشاكل و تطهّر المجتمع من الكثير من
المفاسد، و تكون للإنسان في الأزمات و الشدائد خير معين و صديق
[1].
[1]- للاستزادة و معرفة فوائد الصلاة تراجع
الآية (45) من سورة العنكبوت من هذا التفسير.