responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 16  صفحه : 547

و الطعن في الآخرين، و فسّر بعضهم الفرق بين «الهمز» و «اللمز» بأنّ «اللمز» عدّ عيوب الناس بحضورهم، و «الهمز» ذكر عيوبهم في غيابهم، كما قيل أنّ «اللمز» تتبّع العيوب بالعين و الإشارة في حين أنّ «الهمز» هو ذكر العيوب باللسان «و سيأتي تفصل هذا الموضوع بإذن اللَّه في تفسير سورة الهمزة» ...

الطريف أنّ القرآن في تعبير «بأنفسكم» يشير إلى وحدة المؤمنين و أنّهم نسيج واحد، و يبيّن هنا بأنّ جميع المؤمنين بمثابة النفس الواحدة فمن عاب غيره فإنما عاب نفسه في الواقع!.

و تضيف الآية في المرحلة الثالثة أيضا قائلة: وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ‌.

هناك الكثير من الأفراد الحمقى قديما و حديثا، ماضيا و حاضرا مولعون بالتراشق بالألفاظ القبيحة، و من هذا المنطلق فهم يحقّرون الآخرين و يدمّرون شخصياتهم و ربما انتقموا منهم أحيانا عن هذا الطريق و قد يتّفق أنّ شخصا كان يعمل المنكرات سابقا، ثمّ تاب و أناب و أخلص قلبه للَّه، و لكن مع ذلك نراهم يرشقونه بلقب مبتذل كاشف عن ماضيه! الإسلام نهى عن هذه الأمور بصراحة و منع من إطلاق أي اسم أو لقب غير مرغوب فيه يكون مدعاة لتحقير المسلم ...

و نقرأ

في بعض الأحاديث‌ أنّ «صفية بنت حيي بن أخطب» المرأة اليهودية التي أسلمت بعد فتح خيبر و أصبحت زوجة النّبي- جاءت صفية يوما إلى النّبي و هي باكية العين فسألها النّبي عن سبب بكائها فقالت: إنّ عائشة توبّخني و تقول لي يا ابنة اليهودي، فقال لها النّبي صلى اللَّه عليه و آله و سلّم: فلم لا قلت لها: أبي هارون و عمّي موسى و زوجي محمّد فكان أن نزلت هذه الآية-

محل البحث- [1].

و لذلك فإنّ الآية تضيف قائلة: بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ‌ أي قبيح جدّا على من دخل في سلك الإيمان أن يذكر الناس بسمات الكفر.


[1]- مجمع البيان، ج 9، ص 136.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 16  صفحه : 547
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست