متابعة للآيات السابقة التي كانت تتحدّث حول مسألة الجهاد، تشير هذه الآية إلى
أحد الأمور الهامة في مسألة الجهاد، و هو أنّ ضعفاء الإيمان يطرحون غالبا مسألة
الصلح للفرار من مسئولية الجهاد، و مصاعب ميدان الحرب.
من المسلّم أنّ الصلح خير و حسن جدّا، لكن في محله، إذ يكون حينها صلحا يحقق
الأهداف الإسلامية السامية، و يحفظ ماء وجه المسلمين و حيثيتهم و هيبتهم و عظمتهم.
أمّا الصلح الذي يؤدي إلى ذلّتهم و انكسار شوكتهم فلا، و لذلك تقول الآية الشريفة:
الآن و قد سمعتم الأوامر الإلهية في الجهاد
فَلا تَهِنُوا وَ تَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ[1].
أي: الآن و قد لاحت علائم انتصاركم و تفوّقكم، كيف تذلّون أنفسكم و ترضون
[1]- «تدعوا» مجزوم، و هو معطوف على
(لا تهنوا)، و المعنى: لا تهنوا و لا تدعوا إلى السلم.