responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 16  صفحه : 362

للحديث حولهم في السور المكية، و ذلك لأنّ مسألة النفاق ظهرت بعد انتصار الإسلام و تسلّمه السلطة و القوّة، حيث أصبح المشركون في موقع ضعف و انهيار، بحيث لم يكن باستطاعتهم إظهار مخالفتهم، و لذلك اضطروا إلى التلبّس بالإسلام ليأمنوا غضب المسلمين الحقيقيين، أمّا في الباطن فإنّهم لم يألوا جهدا في التآمر ضد الإسلام، و كان يهود المدينة الذين كانوا يتمتّعون بقوة عسكرية و اقتصادية لا يستهان بها، يعتبرون سندا للمنافقين.

و على أي حال، فقد توغّل هؤلاء بين المسلمين المخلصين، و كانوا يحضرون عند النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم و يشاركون في صلاة الجمعة، إلّا أنّ تعاملهم تجاه آيات القرآن كان يفضح ما تنطوي عليه سرائرهم و قلوبهم المريضة.

تقول الآية الأولى من الآيات مورد البحث: وَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ما ذا قالَ آنِفاً و كان مرادهم من ذلك الرجل هو النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم.

إنّ تعبير هؤلاء في شأن النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم و كلماته البليغة، كان من القبح و البذاءة إلى درجة تدل على أنّهم لم يؤمنوا بالوحي السماوي قط.

«آنفا» من مادة (أنف)، و لما كان للأنف بروزا متميّزا في وجه الإنسان، فإنّ هذه الكلمة تستعمل في شأن أشراف القوم، و كذلك تستعمل في مورد الزمان المتقدم على زمان الحال، كما جاء في الآية مورد البحث.

ثمّ إنّ التعبير ب لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ‌ يوحي بأنّ إحدى علامات المؤمن امتلاكه الوعي الكافي، فكما أنّ العلم مصدر الإيمان، فكذلك هو وليد الإيمان و حاصله.

إلّا أنّ القرآن الكريم قد أجابهم جوابا قاطعا، فقال: إنّ كلام النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم لم يكن غامضا و لا معقّدا، بل‌ أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلى‌ قُلُوبِهِمْ وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ‌.

و في الحقيقة فإنّ الجملة الثّانية علّة للجملة الاولى، أي إنّ اتباع الهوى يسلب الإنسان القدرة على إدراك الحقائق و تمييزها، و يلقي الحجاب على قلبه، بحيث‌

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 16  صفحه : 362
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست