responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 16  صفحه : 304

تعالى: وَ لَمَنْ صَبَرَ وَ غَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [1].

و جاءت أحيانا بمعنى الوفاء بالعهد، كقوله تعالى: وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى‌ آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً [2].

لكن بملاحظة أنّ أصحاب الشرائع و الأديان الجديدة من الأنبياء قد ابتلوا بمشاكل أكثر، و واجهوا مصاعب أشد، و كانوا بحاجة إلى عزم و إرادة أقوى و أشد لمواجهتها، فقد أطلق على هذه الفئة من الأنبياء (أولو العزم) و الآية مورد البحث إشارة إلى هذا المعنى ظاهرا. و هي تشير ضمنا إلى أن نبيّ الإسلام صلى اللّه عليه و آله و سلّم من هذه الفئة، لأنّها تقول: فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ‌.

و إذا كان البعض قد فسّر العزم و العزيمة بمعنى الحكم و الشريعة فمن هذه الجهة، و إلّا فإنّ كلمة العزم لم تأت في اللغة بمعنى الشريعة.

و على أية حال، فطبقا لهذا المعنى تكون (من) في (من الرسل) تبعيضية، و إشارة إلى فئة خاصّة من الأنبياء كانوا أصحاب شريعة، و هم الذين أشارت إليهم الآية 7 من سورة الأحزاب: وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى‌ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَ أَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً.

فقد أشارت الآية إلى هؤلاء الأنبياء الخمسة بعد ذكر جميع الأنبياء بصيغة الجمع، و هذا دليل على خصوصيتهم.

و تتحدث الآية (13) من سورة الشورى عنهم أيضا، فتقول: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى‌ وَ عِيسى‌.

و قد رويت في هذا الباب روايات كثيرة في مصادر الشيعة و السنّة، تدل على أنّ الأنبياء أولي العزم كانوا خمسة، كما

ورد في حديث عن الإمامين الباقر


[1]- الشورى، الآية 43.

[2]- سورة طه، الآية 115.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 16  صفحه : 304
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست