في هذه الآيات بحث آخر حول منكري التوحيد، غاية ما هناك أنّه ذكر هنا اسم
جماعة خاصّة منهم، و هم «الدهريون» الذين ينكرون وجود صانع حكيم لعالم الوجود
مطلقا، في حين أنّ أكثر المشركين كانوا يؤمنون ظاهرا باللّه، و كانوا يعتبرون
الأصنام شفعاء عند اللّه، فتقول الآية أولا: وَ قالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَ
نَحْيا فكما يموت من يموت منا، يولد من يولد منّا و
بذلك يستمر النسل البشري: وَ ما
يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ و بهذا فإنّهم
ينكرون المعاد كما ينكرون المبدأ، و الجملة الأولى ناظرة إلى إنكارهم المعاد، أمّا
الجملة الثانية فتشير إلى إنكار