responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 64

البداية- محاورة موسى عليه السّلام مع أخيه هارون عليه السّلام، ثمّ مع السامري.

فخاطب أوّلا أخاه هارون‌ قالَ يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ‌ أ فلم أقل لك أن‌ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَ أَصْلِحْ وَ لا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ‌ [1]؟ فلما ذا لم تهب لمحاربة عبادة العجل هذه؟

بناء على هذا، فإنّ المراد من جملة أَلَّا تَتَّبِعَنِ‌ هو: لماذا لم تتّبع طريقة عملي في شدّة مواجهة عبادة الأصنام؟ أمّا ما قاله بعض المفسّرين من أنّ المراد هو: لماذا لم تثبت معي على التوحيد مع الذين ثبتوا، و لم تأت معي إلى جبل الطور، فيبدو بعيدا جدّا، و لا يتناسب كثيرا و الجواب الذي سيبديه هارون في الآيات التالية.

ثمّ أضاف: أَ فَعَصَيْتَ أَمْرِي‌؟ لقد كان موسى عليه السّلام يتحدّث بهذا الكلام مع أخيه و هو في فورة و سورة من الغضب، و كان يصرخ في وجهه، و قد أخذ برأسه و لحيته يجرّه إليه. فلمّا رأى هارون غضب أخيه الشديد قال له- من أجل تهدئته و ليقلّل من فورته، و كذلك ليبيّن عذره و حجّته في هذه الحادثة ضمنا ... قالَ يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَ لا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَ لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي‌.

كان هارون في الحقيقة يشير إلى كلام موسى عليه السّلام الذي وجّهه إليه عند توجّهه إلى الميقات، و كان محتواه الدعوة إلى الإصلاح- الآية (142) من سورة الأعراف- فهو يريد أن يقول: إنّي إذا كنت قد أقدمت على الاشتباك معهم كان ذلك خلاف أمرك، و كان من حقّك أن تؤاخذني. و بهذا أثبت هارون براءته، و خاصّة مع ملاحظة الجملة الأخرى التي وردت الآية (150) من سورة الأعراف: إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي‌.


[1]- سورة الأعراف، 142.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست