responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 489

و بالمعاد.

و بعد ذكر خلق الإنسان، تناولت الآية المذكورة آنفا دلائل أخرى من بديع صنع اللّه تعالى‌ وَ هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ لَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ أَ فَلا تَعْقِلُونَ‌.

و بهذا الترتيب بدأ البيان القرآني من الدافع لاستيقاظ القلب و انبعاثه على معرفة ربّه سبحانه و انتهى بذكر بعض أهمّ الآيات الأنفسيّة و الآفاقية، فالقول المبارك استعرض مسيرة الإنسان منذ الولادة حتّى الموت و العودة إلى اللّه تعالى، التي تتمّ مراحلها جميعا بإرادة اللّه العزيز الحكيم.

و ممّا يلفت النظر جعل اللّه الموت و الحياة إلى جانب اختلاف الليل و النهار، و ذلك لكون النور و الظلام في عالم الوجود كالموت و الحياة للكائنات، فمثلما يجد الخلق حركته و نشاطه بين أفواج النور، و يستخفي بين أستار الظلام، كذلك تبدأ الأحياء حركتها و نشاطها في نور الحياة، و تستخفي في ظلمة الموت، و لكليهما صفة التدرّج.

و سبق أن قلنا بأنّ «اختلاف» الليل و النهار قد يعني تواليهما حيث يخلف الليل النهار، و يخلف النهار الليل. و قد يعني اختلافهما و تفاوتهما التدريجي الذي يوجد الفصول الأربعة، و يقود دورة الحياة في عالم النبات في ظلّ نظام دقيق.

و كلّ هذه المسائل يمكن أن تكون السبيل إلى معرفة اللّه، إذا انتبه لها الإنسان و تأمّلها بفطنة.

و لهذا تقول الآية في النهاية: أَ فَلا تَعْقِلُونَ‌؟!

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 489
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست