و أحد امتيازات الإنسان الكبيرة على سائر الموجودات أنّ اللّه تعالى رزقه من
الطيّبات: وَ لَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ وَ
حَمَلْناهُمْ فِي الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَ
فَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلًا[3].
كما
جاء في حديث موجز ثر المعنى عن الرّسول الأكرم صلى اللّه عليه و آله و سلّم
عرض لهذه الحقيقة «يا أيّها الناس، إنّ اللّه طيّب لا يقبل
إلّا طيّبا» [4].
ثمّ دعت الآية جميع الأنبياء و أتباعهم إلى توحيد اللّه و التزام تقواه وَ إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً فالاختلافات الموجودة بينكم، و كذلك بين أنبيائكم ليست
دليلا على التعدّدية إطلاقا. وَ أَنَا
رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ.
فنحن بين يدي دعوة واعية إلى وحدة الجماعة و القضاء على ما يثير التفرقة،
ليعيش الناس أمّة واحدة، كما أنّ اللّه ربّهم واحد أحد.
و لهذا يجب أن ينتهج الناس ما نهجه الأنبياء عليهم السّلام إذ دعوا إلى اتّباع
تعاليم موحدّة، ذات أساس واحد في كلّ مكان «توحيد اللّه و معرفة الحقّ، الاهتمام
بالمعاد و التكامل في الحياة، و الاستفادة من الطيّبات و القيام بالأعمال الصالحة.
و الدفاع عن العدل و المبادئ الإنسانيّة».
و يرى بعض المفسّرين أنّ كلمة «أمّة» تعني هنا الدين و العقيدة. و ليس
المجتمع. إلّا أنّ ضمير الجمع في جملة أَنَا
رَبُّكُمْ دليل على أنّ (الامّة) تعني