responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 342

المكان السامي بأهوائه النفسيّة المعاندة. حيث تأكل هذه الأهواء جانبا من وجوده.

و إذا نجا بسلام منها، ابتلي بعاصفة هو جاء تدلّه في إحدى زوايا الأرض بقوّة تفقده سلامته و حياته، و يتناثر بدنه قطعا صغيرة في أنحاء المعمورة، و هذه العاصفة الهوجاء قد تكون كناية عن الشيطان الذي نصب شراكه للإنسان! و ممّا لا شكّ فيه أنّ الذي يسقط من السّماء يفقد كلّ قدرة على اتّخاذ قرار ما.

و تزداد سرعة سقوطه لحظة بعد أخرى نحو العدم، و يصبح نسيا منسيا.

حقّا أنّ الذي يفقد قاعدة السّماء التوحيديّة. يفقد القدرة على تقرير مصيره بنفسه. و كلّما سار في هذا الاتّجاه إزداد سرعة نحو الهاوية، و فقد كلّ ما لديه.

و لا نجد تشبيها للشرك يضاهي في هذا التشبيه الرائع.

كما تجب ملاحظة ما تأكّد في هذا الزمان من حالة انعدام الوزن في السقوط الحرّ. و لهذا تجرى اختبارات على الفضائيين للاستفادة من هذه الحالة ليعدّوا أنفسهم للسفر إلى الفضاء. لأنّ مسألة انعدام الوزن هي التي تؤدّي بالإنسان إلى اضطرابه بشكل خارق أثناء السقوط الحرّ.

و الذي ينتقل من الإيمان إلى الشرك و يفقد قاعدته المطمئنة و أرضه الثابتة تبتلى روحه بمثل حالة انعدام الوزن، و يسيطر عليه اضطراب خارق للعادة.

و أوجزت الآية التالية مسائل الحجّ و تعظيم شعائر اللّه ثانية فتقول‌ ذلِكَ‌ أيّ إنّ الموضوع كما قلناه، و تضيف‌ وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ‌.

«الشعائر» جمع «شعيرة» بمعنى العلامة و الدليل، و على هذا فالشعائر تعني علامات اللّه و أدلّته، و هي تضمّ عناوين لأحكامه و تعاليمه العامّة، و أوّل ما يلفت النظر في هذه المراسم مناسك الحجّ التي تذكّرنا باللّه سبحانه و تعالى.

و من البديهي كون مناسك الحجّ من الشعائر التي قصدتها هذه الآية. خاصّة

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 342
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست