بالرغم من
أنّنا تحدّثنا بصورة مفصّلة فيما مضى عن هذا الموضوع، إلّا أنّنا نرى أن نذكر على
سبيل الإيضاح باختصار أنّ «السحر» في الأصل يعني كلّ عمل و كلّ شيء يكون مأخذه
خفيا، إلّا أنّه يقال في التعبير المألوف للأعمال الخارقة للعادة التي تؤدّى
باستعمال الوسائل المختلفة. فتسمّى سحرا أيضا فأحيانا يتخذ جانب الحيلة و المكر و
خداع النظر و الشعوذة.
و أحيانا
يستفاد من عوامل التلقين و الإيحاء.
و أحيانا
يستفاد من خواص الأجسام و المواد الفيزيائية و الكيميائية المجهولة.
و أحيانا
بالاستعانة بالشياطين.
و كلّ هذه
الأمور جمعت و اندرجت في ذلك المفهوم اللغوي الجامع.
إنّنا نواجه
على طول التاريخ قصصا كثيرة حول السحر و السّحرة، و في عصرنا الحاضر فإنّ الذين
يقومون بهذه الأعمال ليسوا بالقليلين، إلّا أنّ كثيرا من خواص الأجسام و الموجودات
التي كانت خافية على الناس فيما مضى، قد اتّضحت في زماننا الحاضر، بل كتبوا كتبا
في مجال آثار الموجودات المختلفة العجيبة، فكشفت كثيرا من سحر السّاحرين و سلبته
من أيديهم.
فمثلا، إنّنا
نعرف في علم الكيمياء الحديثة أجساما كثيرة وزنها أخفّ من الهواء، و إذا ما وضعت
داخل جسم فإنّ من الممكن أن يتحرّك ذلك الجسم، و لا يتعجّب من ذلك أحد، فحتّى
الكثير من وسائل لعب الأطفال اليوم ربّما كانت تبدو سحرا في الماضي! اليوم يعرضون
في «السيرك» فعاليّات تشبه سحر السّحرة الماضين بالاستفادة من كيفيّة الإضاءة و
توليد النور، و المرايا، و خواص الأجسام