بعد أن أعطت الآيات السابقة صورة لرعب الناس حين وقوع زلزلة القيامة، أوضحت
الآيات اللاحقة حالة أولئك الذين نسوا اللّه، و كيف غفلوا عن مثل هذا الحدث
العظيم، فقالت: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي
اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ.
نجد هؤلاء الناس يجادلون مرّة في أساس التوحيد و وحدانيّة الحقّ تبارك و
تعالى، و في إنكار وجود شريك له. و مرّة يجادلون في قدرة اللّه على إحياء الموتى،
و في البعث و النشور، و لا دليل لهم على ما يقولون.
قال بعض المفسّرين: إنّ هذه الآية نزلت في «النضر بن الحارث» الذي كان من
المشركين المعاندين، و كان يصرّ على القول بأنّ الملائكة بنات اللّه، و أنّ القرآن
مجموعة من أساطير السلف تنسب إلى اللّه، كما كان ينكر الحياة بعد الموت.