5- و جاء في الجملة 18 من نفس المزمور أعلاه: «إنّ اللّه يعلم أيّام الصالحين،
و سيكون ميراثهم أبديّا» [1].
نلاحظ نلاحظ هنا بصورة جيدة أنّ عنوان «الصالحين» الذي جاء في القرآن، ورد
بنفس هذا التعبير في مزامير داود، إضافة إلى ورود تعابير أخرى كالصدّيقين و
المتبركين و المتوكّلين و المتواضعين أو ما هو قريب من هذه المعاني في جمل أخرى.
إنّ هذه التعبيرات دليل على عموم حكومة الصالحين، و تتطابق تماما مع أحاديث
قيام المهدي عليه السّلام.
3- حكم الصالحين قانون تكويني
بالرغم من أنّه يصعب على أولئك الذين شهدوا و عاشوا في ظلّ حكم الطواغيت
الظلمة و العتاة المتجبّرين، قبول هذه الحقيقة بسهولة، و هي أنّ كلّ هذه الحكومات
على خلاف نواميس الخلقة، و قوانين عالم الخلقة، و أنّ ما ينسجم معها هو حكم
الصالحين المؤمنين، إلّا أنّ التحليلات الفلسفيّة تنتهي إلى أنّ هذه حقيقة
واقعيّة، و بناء على هذا فإنّ جملة أَنَّ
الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ قبل أن تكون وعدا إلهيّا، فإنّها تعتبر قانونا تكوينيّا.
توضيح ذلك: إنّ عالم الوجود- على حدّ علمنا- مجموعة من الأنظمة و القوانين
تحكم جميع أرجاء هذا العالم و هي بذاتها دليل على وحدة هذا النظام و ارتباط
أجزائه.
[1]- نقلنا هذه الجمل عموما عن
الترجمة الفارسية للكتب العهد العتيق المنشورة (سنة 1878 تحت إشراف الكنيسة
المعروفة ب مجمع الكتب البريطانية المقدّسة للخارجيين).