responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 256

لكن ملاحظة التعبيرات التي استعملت في الآية توضّح أنّ المراد من الزبور كتاب داود، و الذكر بمعنى التوراة، و مع ملاحظة أنّ الزبور كان بعد التوراة، فإنّ تعبير مِنْ بَعْدِ حقيقي، و على هذا فإنّ معنى الآية: إنّنا كتبنا في الزبور بعد التوراة أنّنا سنورث العباد الصالحين الأرض.

و هنا ينقدح سؤال، و هو: لماذا ذكر هذان الكتابان من بين الكتب السماوية؟

ربّما كان هذا التعبير بسبب أنّ داود كان أحد أكبر الأنبياء، و استطاع أن يشكّل حكومة الحقّ و العدل، و كان بنو إسرائيل مصداقا واضحا للقوم المستضعفين الذين ثاروا بوجه المستكبرين و دمّروا دولتهم و استولوا على حكومتهم و ورثوا أرضهم.

و السؤال الآخر الذي يثار هنا هو: من هم عباد اللّه الصالحون؟

إذا لاحظنا إضافة العباد إلى اللّه ستتّضح مسألة إيمان هؤلاء و توحيدهم، و بملاحظة كلمة الصالحين التي لها معنى واسع، فستخطر على الذهن كلّ المؤهّلات، الأهليّة من ناحية التقوى، و العلم و الوعي، و من جهة القدرة و القوّة، و من جانب التدبير و التنظيم و الإدراك الاجتماعي.

عند ما يهي‌ء العباد المؤمنون هذه المؤهّلات و الأرضيات لأنفسهم، فإنّ اللّه سبحانه يساعدهم و يعينهم ليمرغوا انوف المستكبرين في التراب، و يقطعوا أيديهم الملوّثة، فلا يحكمون أرضهم بعد، بل تكون للمستضعفين، فيرثونها، فبناء على ذلك فإنّ مجرّد كونهم مستضعفين لا يدلّ على الإنتصار على الأعداء و حكم الأرض، بل إنّ الإيمان لازم من جهة، و اكتساب المؤهّلات من جهة أخرى، و ما دام مستضعفو الأرض لم يحيوا هذين الأصلين فسوف لا يصلون إلى وراثة الأرض و حكمها. و لذلك فإنّ الآية التالية تقول من باب التأكيد المشدّد: إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ‌.

لقد اعتبر بعض المفسّرين (هذا) إشارة إلى كلّ الوعود و التهديدات التي‌

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست