كان الكلام في آخر الآيات السابقة على المؤمنين العاملين للصالحات، و تشير
الآية الأولى من هذه الآيات إلى الأفراد في الطرف المقابل لأولئك، و هم الذين
استمرّوا في الضلال و الفساد إلى آخر نفس، فتقول: وَ حَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا
يَرْجِعُونَ[1].
إنّ هؤلاء في الحقيقة أناس ترفع الحجب عن أعينهم و أنظارهم بعد مشاهدة العذاب
الإلهي، أو بعد فنائهم و انتقالهم إلى عالم البرزخ، و عندها يأملون أن
[1]- بناء على هذا التّفسير فإنّ حَرامٌ خبر لمبتدأ
محذوف، و جملة أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ دليل على ذلك، و التقدير: «حرام على أهل قرية أهلكناها أن
يرجعوا إلى الدنيا أنهم لا يرجعون»