responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 21

القرآن الكريم هذا الفصل بهذه الجملة: وَ لَقَدْ أَرَيْناهُ آياتِنا كُلَّها فَكَذَّبَ وَ أَبى‌ و من المسلّم أنّ المراد من هذه الآيات هنا ليس كلّ المعجزات التي ظهرت على يد موسى عليه السّلام طيلة حياته في مصر. بل مرتبطة بالمعجزات التي أراها فرعون في بداية دعوته، معجزة العصا، و اليد البيضاء، و محتوى دعوته السماوية الجامعة، و التي كانت بنفسها دليلا حيّا على أحقّيته، و لذلك تطالعنا بعد هذه الحادثة مسألة المواجهة بين السّحرة و موسى عليه السّلام و معجزاته الجديدة.

و الآن، لنر ماذا قال فرعون الطاغي المستكبر العنود في مقابل موسى و معجزاته، و كيف اتّهمه كما هي عادة كلّ المتسلّطين و الحكّام المتعنّتين: قالَ أَ جِئْتَنا لِتُخْرِجَنا مِنْ أَرْضِنا بِسِحْرِكَ يا مُوسى‌ و هو إشارة إلى أنّنا نعلم أنّ مسألة النبوّة و الدعوة إلى التوحيد، و إظهار هذه المعجزات تشكّل بمجموعها خطّة منسّقة للانتصار علينا، و بالتالي إخراجنا مع الأقباط من أرض آبائنا و أجدادنا، فليس هدفك الدعوة إلى التوحيد، و لا نجاة و تخليص بني إسرائيل، بل هدفك الوصول إلى الحكم و السيطرة على هذه الأرض، و إخراج المعارضين! إنّ هذه التهمة هي نفس الحربة التي يستخدمها الطواغيت و المستعمرون على امتداد التاريخ، و يلوحون بها و يشهرونها كلّما رأوا أنفسهم في خطر، و من أجل إثارة الناس لصالحهم يثيرون مسألة تعرّض مصالح البلد للخطر، فالبلد يعني حكومة هؤلاء العتاة، و وجوده يعني وجودهم! و يعتقد بعض المفسّرين أنّ الهدف من جلب بني إسرائيل إلى مصر، و الاحتفاظ بهم في هذه الأرض لم يكن من أجل استغلال قواهم كعبيد و حسب، بل إنّهم في الوقت نفسه كانوا لا يريدون لبني إسرائيل، الذين كانوا قوما أقوياء، أن يتحوّلوا إلى قوّة و مصدر خطر. و كذلك لم يكن الأمر بقتل الذكور للخوف من ولادة موسى فقط، بل للوقوف أمام قوّتهم و الحدّ منها، و هذا عمل يقوم به كلّ الأقوياء الظالمين، و بناء على هذا فإنّ خروج بني إسرائيل- حسب طلب موسى-

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست