responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 198

إلى سجل افتخاراته، و كما يقول القرآن الكريم: قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاماً عَلى‌ إِبْراهِيمَ‌.

لا شكّ أنّ أمر اللّه هنا كان أمرا تكوينيّا، كالأمر الذي يصدره في عالم الوجود إلى الشمس و القمر، و الأرض و السّماء، و الماء و النّار، و النباتات و الطيور.

و المعروف أنّ النّار قد بردت بردا شديدا اصطكّت أسنان إبراهيم منه، و حسب قول بعض المفسّرين: إنّ اللّه سبحانه لو لم يقل: سلاما، لمات إبراهيم من شدّة البرد. و كذلك نقرأ في رواية مشهورة أنّ نار النمرود قد تحوّلت إلى حديقة غناء [1]. حتّى قال بعض المفسّرين إنّ تلك اللحظات التي كان فيها إبراهيم في النّار، كانت أهدأ و أفضل و أجمل أيّام عمره‌ [2].

على كلّ حال، فهناك اختلاف كبير بين المفسّرين في كيفية عدم إحراق النّار لإبراهيم، إلّا أنّ مجمل الكلام أنّه في فلسفة التوحيد لا يصدر أي مسبّب عن أي سبب إلّا بأمر اللّه، فيقول يوما للسكّين التي في يد إبراهيم: لا تقطعي، و يقول يوما آخر للنار: لا تحرقي، و يوما آخر يأمر الماء الذي هو أساس الحياة أن يغرق فرعون و الفراعنة! و يقول اللّه سبحانه في آخر آية من الآيات محلّ البحث على سبيل الاستنتاج باقتضاب: أنّهم تآمروا عليه ليقتلوه و لكن النتيجة لم تكن في صالحهم‌ وَ أَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ‌.

لا يخفى أنّ الوضع قد اختلف تماما ببقاء إبراهيم سالما، و خمدت أصوات الفرح، و بقيت الأفواه فاغرة من العجب، و كان جماعة يتهامسون علنا فيما بينهم حول هذه الظاهرة العجيبة، و أصبحت الألسن تلهج بعظمة إبراهيم و ربّه، و أحدق الخطر بوجود نمرود و حكومته، غير أنّ العناد ظلّ مانعا من قبول الحقّ، و إن كان‌


[1]- تفسير مجمع البيان، ذيل الآية.

[2]- تفسير الفخر الرازي، ذيل الآية.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست