مع أنّ عبدة الأوثان أسقط ما في أيديهم نتيجة استدلالات إبراهيم العمليّة و
المنطقيّة، و اعترفوا في أنفسهم بهذه الهزيمة، إلّا أنّ عنادهم و تعصّبهم الشديد
منعهم من قبول الحقّ، و لذلك فلا عجب من أنّ يتّخذوا قرارا صارما و خطيرا في شأن
إبراهيم، و هو قتل إبراهيم بأبشع صورة، أي حرقه و جعله رمادا! هناك علاقة عكسية
بين القوّة و المنطق عادة، فكلّ من اشتدّت قوّته ضعف منطقه، إلّا رجال الحقّ
فإنّهم كلّما زادت قوتهم يصبحون أكثر تواضعا و منطقا.
و عند ما لا يحقّق المتعصّبون شيئا عن طريق المنطق، فسوف يتوسّلون بالقوّة
فورا، و قد طبّقت هذه الخطّة في حقّ إبراهيم تماما كما يقول القرآن الكريم: