responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 151

يلزم من هذا الجسميّة، و إن كان المراد التبنّي- و الذي كان اعتياديا و متداولا بين العرب- فإنّ ذلك أيضا دليل على الضعف و الاحتياج، و فوق كلّ ذلك فإنّ الذي يحتاج إلى الولد هو الذي يفنى، و يجب أن يديم ابنه حياته على المدى البعيد، و كذلك ليبقى نسله و كيانه و آثاره، أو لإبعاد الإحساس بالوحدة و الحاجة إلى المؤنس، أو ليكتسب القدرة و القوّة. إلّا أنّ الوجود الأزلي الأبدي و غير الجسماني، و غير المحتاج من جميع الجهات، لا معنى لوجود الولد له. و لذلك فإنّ القرآن يقول مباشرة: سُبْحانَهُ‌.

ثمّ تبيّن أوصاف الملائكة في ستّة أقسام تشكّل بمجموعها دليلا واضحا على نفي كونهم أولادا:

1- بل عباد.

2- مكرمون.

فليس هؤلاء عبادا هاربين خضعوا للخدمة تحت ضغط المولى، بل هم عباد لائقون يعرفون طريق العبودية و أصولها و يفتخرون بها، و لذلك فإنّ اللّه سبحانه قد أحبّهم، و أفاض عليهم من مواهبه نتيجة لإخلاصهم في العبودية.

3- إنّ هؤلاء على درجة من الأدب و الخضوع و الطاعة للّه بحيث‌ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ‌.

4- و كذلك من ناحية العمل أيضا فهم مطيعون‌ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ‌.

فهل هذه صفات الأولاد، أم صفات العبيد؟

ثمّ أشارت إلى إحاطة علم اللّه بهؤلاء فتقول: إنّ اللّه تعالى يعلم أعمالهم الحاضرة و في المستقبل، و كذلك أعمالهم السالفة، و أيضا يعلم دنياهم و آخرتهم و قبل وجودهم و بعده: يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ‌ [1] و من المسلّم أنّ‌


[1]- للمفسّرين في هذه الجملة ثلاثة تفاسير أوردناها معا في العبارات أعلاه لعدم المنافاة فيما بينها.

نام کتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 10  صفحه : 151
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست