ذكرت الاية أعلاه نماذج ممّا يختبر به الإنسان، كالخوف و الجوع و الأضرار
المالية و الموت ... لكن سبل الاختبار الإلهي لا تنحصر بما تقدم فذكر القرآن منها
في مواضع اخرى: البنين، و الأنبياء، و أحكام اللّه، بل حتى بعض ألوان الرؤيا:
نعلم أن النّاس إزاء الاختبارات الإلهية على نوعين: متفوّق في الامتحان، و
خاسر.
فحيثما تسود حالة «الخوف» مثلا، ترى جماعة يتراجعون كي لا يصيبهم سوء، فينفضون
أيديهم من المسؤولية، أو يلجأون إلى المداهنة أو التماس الأعذار، كقولهم الذي
يحكيه القرآن: نَخْشى أَنْ تُصِيبَنا دائِرَةٌ[2].
و ثمة جماعة تقف كالطود الأشمّ أمام كل المخاوف، تزداد توكلا و إيمانا، و
هؤلاء الذين يقول عنهم القرآن: الَّذِينَ
قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ،
فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ[3].
و هكذا موقف النّاس من ألوان الامتحانات الاخرى، يعرض القرآن نماذج لموقف
النّاجحين و الفاشلين في الاختبار الإلهي، سنتناولها في مواضعها.
4- عوامل النجاح في الامتحان
هنا يتعرض الإنسان لاستفهام آخر، و هو أنه إذا كان القرار أن يتعرض جميع أفراد
البشر للامتحان الإلهي، فما هو السبيل لاحراز النجاح و التوفيق في هذا الامتحان؟
القرآن يعرض هذه السبل في القسم الأخير من آية بحثنا و في آيات اخرى: