معنى
(الرّحمن) و (الرّحيم) و اتساع مفهومهما و الفرق بينهما، شرحناه في تفسير البسملة،
و لا حاجة إلى التكرار. و ما نضيفه هنا هو أن هاتين الصفتين تتكرران في البسملة و
الحمد، «و الملتزمون» بذكر البسملة في السّورة بعد الحمد يكررون هاتين الصفتين فى
صلواتهم اليومية الواجبة ثلاثين مرّة. و بذلك يصفون اللّه برحمته ستين مرّة يوميا.
و هذا في
الواقع درس لكل جماعة بشرية سائرة على طريق اللّه، و تواقة للتخلق بأخلاق اللّه.
إنه درس يبعد البشرية عن تلك الحالات التي شهدها تاريخ الرق في ظل القياصرة و
الأكاسرة و الفراعنة.
القرآن يركز
على علاقة الرحمة و الرأفة بين ربّ العباد و العباد، حيث يقول:
قُلْ يا
عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ
اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً[1].
هذه العلاقة
نستحضرها مرات يوميا إذ نقول: الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ،
لنربّي أنفسنا تربية صحيحة في علاقتنا باللّه، و في علاقتنا بأبناء جنسنا.