في مواضع عديدة أكد القرآن على أن هدف الأنبياء واحد، و لا انفصال في خط
النبوات، فكل الأنبياء عليهم السّلام يصدرون عن منبع الوحي الإلهي، و لذلك يوصي
القرآن باحترام جميع الأنبياء، لكن هذا لا يمنع- كما قلنا- أن تنسخ كلّ رسالة
جديدة تنزل من اللّه سبحانه الرسالات السابقة، و الإسلام خاتم الرسالات السماوية.
أنبياء اللّه كالمعلمين، ربّى كل منهم البشرية في فصل دراسي، و بعد انتهاء
المرحلة الدراسية الخاصة به يسلم المجتمع البشري إلى معلم آخر ليجتاز الأفراد
مرحلة دراسية أعلى. و من هنا فالمجتمع البشري مكلّف بتحمل مسئوليات ما يأتي به آخر
نبي، و هذا لا يتعارض مع كون سائر الأنبياء على حق.