المسلمين في آية اخرى و يقول: كُنْتُمْ خَيْرَ
أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ...[1].
كما يتحدث القرآن عن وراثة بني إسرائيل للأرض فيقول: وَ أَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كانُوا
يُسْتَضْعَفُونَ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَ مَغارِبَهَا[2].
و واضح أن هذه الوراثة لم تكن تشمل آنذاك جميع العالم، و المقصود من الآية
مشارق المنطقة التي كانوا يعيشون فيها و مغاربها، من هنا فالتفضيل على العالمين هو
تفضيلهم على أفراد منطقتهم.
الآية التالية ترفض أوهام اليهود، التي كانوا يتصورون بموجبها أن الأنبياء من
أسلافها سوف يشفعون لهم، أو أنّهم قادرون على دفع فدية و بدل عن ذنوبهم، كدفعهم
الرشوة في هذه الحياة الدنيا.
القرآن يخاطبهم و يقول: وَ
اتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً. وَ لا يُقْبَلُ مِنْها
شَفاعَةٌ. وَ لا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ وَ لا هُمْ يُنْصَرُونَ.
الحاكم أو القاضي في تلك المحكمة الإلهية، لا يقبل سوى العمل الصالح، كما تقول
الآية الكريمة: يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ
إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ[3].
إنّ الآية المذكورة من سورة البقرة، تشير في الواقع إلى ما يجري من محاولات في
هذه الحياة الدنيا لانقاذ المذنب من العقاب.
ففي الحياة الدنيا قد يتقدم إنسان لدفع غرامة عن إنسان مذنب لانقاذه من
العقاب، أما في الآخرة فإنّه: لا تَجْزِي
نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ.
و ربّما يلجأ المذنب في هذه الحياة إلى الشفعاء لينقذوه ممّا ينتظره من
الجزاء، و يوم القيامة ... لا يُقْبَلُ مِنْها
شَفاعَةٌ.
و إذا لم توجد الشفاعة، يتقدم الإنسان في الحياة الدنيا بدفع (العدل) و هو
بدل