ممّا يلفت النظر في هذه الآية أن الوصف الوحيد الذي استعمله القرآن لمدح
الأزواج في جنّات النعيم هو أنّها «مطهرة». و هي إشارة إلى أول شرط في الزوجة هو
«الطهر». و كل ما سواه من الشروط و الأوصاف ثانوي.
روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم أنه قال: «إيّاكم و خضراء الدّمن. قيل: يا رسول اللّه! و ما خضراء
الدّمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السّوء» [1].
3- النعم المادية و المعنوية في الجنّة:
ذكر القرآن الكريم أنواع النعم المادية في الجنة مثل: جنات تجري من تحتها
الأنهار، و مساكن طيبة، و أزواج مطهرة، و ثمار متنوعة، و خلّان متحابين. و لكنه
ذكر إلى جانب هذه النعم المادية نعما أهم منها هي النعم المعنوية التي لا نستطيع
أن نفهم عظمتها بمقاييسنا، كقوله: وَعَدَ
اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا
الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ مَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَ
رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[2].
و في آية اخرى يقول سبحانه بعد ذكر النعم المادية: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ[3].
لو بلغ الإنسان هذه المرتبة حيث يرضى اللّه عنه و يرضى عن اللّه لأحسّ بلذّة
لا ترقى إليها لذّة، و لهانت في نظر هذا الإنسان سائر اللذات، عندها يرتبط هذا
الإنسان باللّه و لا يفكر بما سواه، و هي مرتبة يعجز القلم و اللسان عن وصف سموّها
و أبعادها.
بعبارة موجزة: كما أن للمعاد جانبا روحيا جسميا، كذلك نعم الجنة ذات