responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 3  صفحه : 66

إلى مكان، وكما قال أميرالمؤمنين عليه السلام في حديثه القصير القيم، حيث أشار إلى أربع نماذج، فقال:

«شُكرُ إِلهكَ بِطُولِ الثَّناءِ، شُكرُ مَنْ فَوقَكَ بِصِدقِ الولاءِ، شُكرُ نَظِيرَكَ بِحُسنِ الإِخاءِ، شُكرُ مَنْ دُونَكَ بِسَببِ العَطاءِ» [1].

واحدى فروع الشكر العملي، وهو عندما ينتصر الإنسان على عدوّه، أو بعبارة اخرى العفو عند المقدرة على العدو ما لم يكن خطراً فعلياً، وليجعل العفو عنه هو علامة لشكر اللَّه تعالى وانتصاره عليه، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: «إِذا قَدَرتَ عَلَى عَدوِّكَ فاجعَلِ العَفوَ عَنهُ شُكراً للقُدرَةِ عَلَيهِ» [2].

كما وتجدر الإشارة إلى أنّ أفضل طرق الشكر العملي للنعم، هو الانفاق منها في سبيل اللَّه تعالى، وقال علي عليه السلام في هذا المجال: «أحسَنُ شُكرِ النِّعَمِ الإنعامُ بِها» [3].

والطريقة الاخرى لشكر النعم العملي هي العبادة والدعاء، بل هو وحسب ما جاء في الروايات الإسلامية أفضل دافع للعبادة، والحال أنّ العبادة لأجل الحصول على الجنّة هي من عبادة التّجار والعبادة خوفاً من النار تعتبر من عبادة العبيد، فإذا كان الدافع للعبادة هو الشكر، فتلك هي عبادة الأحرار، وقال علي عليه السلام: «إِنّ قَوماً عَبَدُوهُ شُكراً فَتِلكَ عِبادَةُ الأَحرارِ» [4].

دوافع الشكر:

يمكننا تقوية روح الشكر ودوافعه، بطرق مختلفة متعددة، وأولها معرفة النعم،

نحن نعلم أنّ اللَّه تعالى قد أغرق الإنسان بنعمه ظاهرة وباطنة وفردية واجتماعية، ولحسن الحظ فإنّ تقدم العلوم من عجائب ونعم اللَّه المحيطة بنا، من عجائب صنع الكون‌


[1]. غرر الحكم.

[2]. نهج البلاغة، الكلمات القصار، الحكمة 11.

[3]. غرر الحكم.

[4]. بحار الانوار، ج 75، ص 69، ح 18.

نام کتاب : الاخلاق فى القرآن نویسنده : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    جلد : 3  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست